بيان ضعف حديث ( اذا فتح الله عليكم مصر .......... )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه 

أما بعد :

                   

قال ابن عبد الحكم في فتوح مصر :

حدثنا سعيد بن ميسرة عن إسحاق بن الفرات عن ابن لهيعة عن الأسود بن ملك الحميري عن بحير بن ذاخر المعافري قال :

رحت أنا ووالدي إلى صلاة الجمعة تهجيرا وذلك آخر الشتاء أظنه بعد حميم النصارى بأيام يسيرة فأطلنا الركوع إذ أقبل رجال بأيديهم السياط يزجرون الناس فذعرت فقلت يا أبت من هؤلاء قال يا بني هؤلاء الشرط

فأقام المؤذنون للصلاة فقام عمرو بن العاص على المنبر ....

فذكر حديثاً طويلاً في الفتوحات ثم قال :

وحدثني عمر أمير المؤمنين - القائل حدثني هو عمرو - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول :

إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض فقال له أبو بكر ولم يا رسول الله ؟

قال : لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة .

أقول : ومن طريق إسحاق بن الفرات رواه الدارقطني في المؤتلف [ في باب ذاخر ] وابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة عمرو بن العاص

وسعيد بن ميسرة في السند الأول لم أعرفه ولكنه متابع عند ابن عساكر والدارقطني

وابن لهيعة ضعيف يدلس عن الضعفاء والمتروكين وقد اختلط

والأسود بن مالك مجهول لم يرو عنه إلا ابن لهيعة

وشيخه بحير كذلك لم أجد من وثقه إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات

فهذا الحديث ضعيف بهذا السند وهو من مناكير ابن لهيعة التي لم يتابع عليها , والله اعلم