لعبة المزرعة السعيدة لعبة الفراخ

قواعد في الجهاد ( مستفاد من دروس الشيخ عبدالرحمن الحجي )

[قواعد مهمة جدا في باب الجهاد]
 للأسف الشديد باب الجهاد اليوم بين طرفين ....
أناس جحدوا الجهاد  وقالوا ما في جهاد بالسيف أو ما في جهاد إلا جهاد الدفاع فهؤلاء العلمانيين والليبراليين والمنافقين وأمثالهم الذي أثقل شيء عليهم كلمة الجهاد ويأخذون الممارسات الخطأ ويجعلونها حجة وتكأة حتى يشوهوا كل شيء اسمه جهاد كل شيء اسمه جهاد يشوهونه مع أن في القرآن أكثر شي الجهاد، هؤلاء من طرف وهؤلاء شؤمهم على المسلمين كثير كابن سلول يخرج من ظهر ابن سلول وأمثاله هؤلاء، كما خرج من ظهر ذي الخويصرة الخوارج.
واناس اخرين أصحاب ذي الخويصرة  الذين قدموا للمسلمين جهاد مشوه ويصيحون لا تتكل، ولكن هذا هو الجهاد ,جهاد لا يركزون فيه على التوحيد يجاهدون مع المشرك الشرك الأكبر وينكرون وليس همهم أن تكون كلمة الله هي العليا همهم الأرض وجهاد فيه قتل الأنفس والصبيان والغدر بالعهود والانتحار والبلاء حتى أصبح الجهاد عند المسلمين اليوم يفهمون الجهاد هو الانتحار واغتيالات عامة في الشوارع وقتل النساء والصبيان ونقض العهود شوهوه قتلهم الله.
 فأوجب ما يكون على المسلمين اليوم فهم الجهاد، كما أنزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - وبث ذلك في الناس، في قواعد .
²  أول قاعدة من القواعد: أن الجهاد شرع لتكون كلمة الله هي العليا:
هذه قاعدة الجهاد الكبرى، ﴿حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه [سورة الأنفال 8/39] وليس بعضه، والفتنة الشرك فنحن نقاتل لأجل أن يختلي الشرك ويختلي الشر هذا قتالنا فاليوم قتالهم أكثره لو تأملت الذين يقاتلون اليوم وجدتهم هم أحق بالدعوة أن يُقَاتلوا لا يقاتل معهم لأجل أن ما طهروا أنفسكم من الشرك، في الأفغان والشيشان والبوسنة وفي فلسطين وفي العراق هذا الذي أدركتاه نحن الآن، تجد أن الذين يقومون بالجهاد.
أما يمارسون الشرك مثل أفغانستان والشيشان متصوفة وعندهم من القبور وعندهم من الشركيات ما الله به عليم وفي البوسنة وفي غيرها وفي العراق وفي فلسطين، وأما لاينكرونه، هؤلاء لا يقاتل معهم بل هم أحق أن يقاتلوا لا يقاتل معهم لأن الجهاد شرع حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، قيل يا رسول الله الرجل يقاتل حمية شجاعة عصبية للمغنم للذكر كذا كذا قال كلمة جامعة فاذة من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله والباقي ليس في سبيل الله، دم مدفوق ومال مدفوع وليس في سبيل الله،من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وهذا ليست بالدعوة هذا بالفقه وبالواقع.
ولذلك سبحان العظيم أضاعوا الناس بسبب هذه الآراء والأهواء، وهذه القاعدة مهمة لأنها تغير منظارك أنت، أكثر الناس الآن تستفزهم العواطف ويستفزهم الإعلام أنت انظر في أي جهاد هل هو هذا الجهاد قام لحرب الشرك ؟ قام لنشر التوحيد؟ قام لإخراج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد؟ ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام؟ ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، كما قال الصحابة؟ أو ليس فيه رائحة من ذلك؟ وهذا والله المصيبة الكبرى، فإذا هذا كله ما يتوفر.
ولذلك قال رجل لابن عمر قاتل أيام الفتن إن الله يقول قاتلوا حتى لا تكون فتنة، (قال نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتلنا حتى لا تكون فتنة، وأما أنتم اليوم تقاتلون حتى تكون فتنة)، اليوم هؤلاء يريدون الشرك هم يقاتلون حتى يذهب أهل التوحيد وتذهب دولتهم وترجع الفتنة، ابن عمر والله كان أعقل قال: نحن قاتلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لا تكون فتنة وأنتم تقاتلون حتى تكون فتنة، فاعتبر بهذا المنظار حتى لا يخدعوك، يقول المطرف بن عبد الله لما قالوا تعالى قاتل معنا قال والله لو كان الله أعطاني نفسين أجرب واحدة وواحدة أستبقيها، لكن الله ما أعطاني إلا نفس واحدة فلا أغرر بها وقال حتى لو كان جهادكم هذا فيه فضل لأن يفوتني هذا الفضل أحب لي من أغرر بنفسي في شيء لا أدري الله يرضاه أو يغضب عليه، السلامة أحسن الإمساك برأس المال أحسن من طلب ربح موهوم قد يحصل وقد لا يحصل.
كذلك غير هذا أيضا نحن لا نقاتل من القواعد لا نقاتل قتال عصبية، اليوم إذا قيل عصبية قالوا عصبية القبائل، لا، النبي - صلى الله عليه وسلم - حذر من قتال العصبية، ما هو قتال العصبية؟ هو القتال الذي ليس من أجل التوحيد، هذا هو وإلا الآن وثني مثلا وثني عربي من فلسطين والعراق تدري أنه صوفي يعبد غير الله ومقر للشرك يقاتل كتابيين وأنت تقف مع هذا؛ لأنه عربي؛ لأنه عراقي؛ لأنه فلسطيني ضد هؤلاء الكفار الآخرين هذه عصبية أو تقف مع الأفغاني؛ لأنه يتسمى بالإسلام واسمهم عبد الله ومحمد وعبد الرسول مخلوطة، هذه عصبية، هذا هو قتال العصبية نفسه أو تقاتل مع السعودي؛ لأنه من وطنك، إذا قتال العصبية هو كل قتال ليس لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا، وإنما عصبية فقط تعصب لطائفة على طائفة هذا معنى قتال العصبية، فنحن لا نقاتل عصبية .
فلو كان الدين بعضه لله وبعضه لغير الله نجاهد حتى يكون الدين كله لله , وحتى تكون كلمة الله هي العليا، اليوم يجاهدون وهم مشركين بأنفسهم، كما حصل في أفغانستان وفي فلسطين وفي الشيشان وفي غيره صوفية وعندهم قبور وترك صلاة ويجاهدون هؤلاء لو في جهاد حقيقي كانوا يجَاهَدون يدعون، ثم يجاهدون، كيف تجاهد مع هؤلاء؟ الجهاد حتى ينشر التوحيد ولا يكون في الأرض شرك، اليوم قل لهم لا تشركوا بالله يقولوا لا، أعداءنا اليهود والروس فقط وهم قد يكونوا أكثر من الكتابيين هذه واحدة.
وهذه القاعدة واضحة في القرآن تماما , انا الله شرع الجهاد حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، حتى لا يكون شرك، أما إذا كان جهاد مع الشرك ما هو جهاد، وكان كثير من الشباب الذي يريد الجهاد إذا راحوا إلى أفغانستان يجلسونهم في باكستان قبل ويقولون ستجد في الجبهات مشركين من الأفغان وتمائم ودعاء لغير الله وحشيش وستذهب لمدينة مزار الشريف المدينة كلها مبنية على مزار وستجد من يحلف بغير الله ومن يذهب للقبور احذر أن تشق الصف تقول له كيف تشق الصف؟ قالوا: عدوك الروس فقط هؤلاء وكان عبد الله عزام وهو من تولى كبر هذا الشيء ووضع الدور خاصة للشباب السعودي ويخلطهم بالشباب الملوث الذي يأتي من الخوارج قل لهم انتبهوا حتى يقول لهم لا تؤمن لا ترفع صوتك بالتأمين لا ترفع الإشارة اترك السنن لا تشق الصف،جهاد دنيا يعني أفغان أمام روس، لكن توحيد أمام شرك؟ لا، بل لما قام جميل الرحمن بالتوحيد أمام الشرك اجتمعوا السبعة كلهم المرة الوحيدة التي اجتمعوا فيها وأبادوه هو وأصحابه.
فإذا المشكلة ليست في أفغانستان قد نقول هذا جزء من التاريخ وعمي حتى على العلماء مدحوا ناس ما يستحقون وأناس يظهرون الشرك كحكمت يار وأمثاله، لكن ذهب، هل استفادوا لا، ما استفادوا البوسنة نفس الخطأ، الشيشان نفس الخطأ، فلسطين الآن نفس الخطأ قبل سنتين غزة غزة غزة ما في أحد قال يا ناس هل هم أنكروا الشرك؟ هؤلاء حماس وأمثالهم ونحن نراهم يرفعون صور الرافضة بل صورهم موجودة الآن يرفعونها أمام قبر الخميني ويقدموا له الورود، هؤلاء يُجاهَدون يتزعمها حماس، فإذا الجهاد الآن في الإنترنت وفي القنوات وفي هذا الجهاد مشوه ليس هذا جهاد محمد - صلى الله عليه وسلم -، هؤلاء والله لو كان في جهاد هم أحق أن يُجاهدوا، هذه واحدة.

²  الثانية: أنا لا نعرف الجهاد إلا خلف الأئمة:
وهذه تقتلهم، لا نعرف جهاد إلا خلف الأئمة، إلا في حالة الضرورة القصوى فقط لأن الجهاد من الأمر الجامع، قال تعالى: ﴿وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ﴾ [النور/62].
الجهاد من أمور الجماعة ليس من أمور الأفراد ولا من أمور المنظمات قال - صلى الله عليه وسلم -: (الإمام جنة)، في صحيح البخاري الإمام جنة يُتقى به ويُقاتل من ورائه فمن قاتل أمام الإمام فقد عصا أبا القاسم وحاد الله ورسوله، إذا قصر الإمام لا عليك هو الذي يسئل هو، لكن أنت لا تخرج عن الجماعة، قال لو قصر الإمام أنت ما تسئل الإمام هو الذي يسئل أنت مسئول أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ولا تشق العصا ولا تخرج عن الجماعة هو حتى سئل مالك هذا صاحب الموطأ سألوه عن قوم في الثغور في المدونة في قوم في الثغور وجاءهم العدو قتال دفع ووصل إليهم العدو هل يقاتلون أم لا بد يستأذنوا الإمام؟ وقديما ما في اتصالات ولا في شيء.
قال مالك: (يستأذنون الإمام في قتال الدفع إلا إذا خشوا إذا ما يأتيهم الإذن إلا وقد استبيحوا)، للضرورة القصوى ما يذهب الإنسان يستأذن ويرجع إلا وقد استبيحوا عند ذلك يقاتلون ولو أفرادا وكذلك سئل أحمد نفس السؤال في مسائل عبد الله فأجاب بنفس الجواب، اليوم يقولون قتال الدفع هذا مطلق الحرية ما في لا إمام ولا والدين ولا إذن افعل ما تشاء، هذا ليس جهاد هذه فوضى الجهاد نحن لا نعرفه إلا خلف الأئمة إلا في الضرورة القصوى وإذا الأئمة قصروا نحن غير مسئولين والله - عز وجل - يقول في سورة البقرة: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ عندهم نبي ليس علماء عندهم نبي: ﴿ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : والقتال لا يكون إلا خلف إمام تجتمع عليه الناس، اليوم الأفراد والمنظمات تقاتل ضروا الإسلام والمسلمين ولا نفعوهم، كل واحد يضر بالمصالح العامة.
²  القاعدة الثالثة: أن المرجع في الجهاد هم العلماء وليس أهل الثغور:
كما يقولون، أهل الثغور يرجع لهم في أمور الكر والفر وفي أمور الحروب وفي أمور الميدانية التي أمامهم، أما أحكام الجهاد والتعامل مع الكفار وطريقة القتال وبدء القتال يرجع في أحكامه للعلماء، والذي يشيعون الآن ويقولون ما يقبل من العلماء شيء في الجهاد هؤلاء أهل النفاق وبدعة وخلاف، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وبعد وفاة الرسول إلى حملة علمه ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ..[النساء/83]
أولي الأمر هم الأمراء والأئمة والعلماء في أمر الجهاد وليس من أمر الخاصة ولا الأفراد، هذا من كان يزعم أنه مسلم وأنه منقاد لله ورسوله، ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وكلمة يستبطونه تدل على أنهم الراسخين، الاستنباط يدل على شيء دقيق وهم الذين يعرفون خير الخيرين وشر الشرين، ليس يعرفون الخير من الشر، لا، يعرف خير الخيرين وشر الشرين، هذا الذي يستنبط.
المراد أن ما ألقاه الشيطان على ألسنتهم حتى يشرد الناس الرأي والهوى قال لا تسألوا العلماء في أمر الجهاد وأخذ يطعنوا في العلماء وكأن العلماء قصروا في الجهاد والعلماء في أعظم الجهاد، أعظم من جهاد السيف هم، وسبحان الله العظيم ما أشبه الليلة بالبارحة كل هذه القواعد والانحراف الذي حصل من أول هذه الأمور، الخوارج كان يقال لهم الصحابة متوافرون، علي - رضي الله عنه - وابن عمر وابن عباس وابن مسعود أئمة الإسلام متوافرون فلا يرجعون إليهم بل يحتقرونهم ويستهزئون بهم، الخوارج رأوا أبا برزة الأسلمي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأوه وكان ما عنده شيء يربط فيه فرسه ما وجد شيء يربط فيه فرسه فأخذ عنان الفرس بيده وكبر يصلي وربما إذا تقدم الفرس قليلا تقدم معه الصحابي ما يعرف التكلف هذا، قلبه خاشع وأحسن منهم ما يعرف التكلف، ما وجد شيء يربط فيه فرسه فأمسك به وهو يصلي فأخذ الخوارج يتضاحكون على الصحابي يقولون لا يحسن يصلي، وهم يظهرون النسك والخشوع والبكاء وهم أفجر خلق الله، كلاب أهل النار، نعوذ بالله من حالهم.
فإذا أمور الجهاد مردودة لأُلي الأمر وهنا لا بد أن نسأل فيها العلماء الراسخين أهل الأثر، ما نهرب من أهل الرأي ونسقط في أهل الرأي، نسأل الذي يفتينا بالآثار، يفتينا بالفقه فقه الصحابة والتابعين يفتينا بالحديث يفتينا بالقرآن، لأن الله ما أمر إلا بهؤلاء، قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل/43]، ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل/44]، ما ترك الله مجال، الذكر هو الحديث؛ لأنه بعد ما قال اسألوا أهل الذكر يعني أهل الحديث والدليل الآية التي تليها قال: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ يعني الحديث ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ يعني القرآن ﴿وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل/44]، فمعنى اسألوا أهل الذكر المفسر بعدها مباشرة هم أهل الحديث، أما إذا كان رأي كل يرى هذه واحدة.

² القاعدة الرابعة : هي إذا كنت في زمن الاستضعاف فجاهد بغير قتال وإذا من الله عليك فاستعمل آيات السيف: 
 ذكرها السلف كلهم وموجودة في القرآن وذكرها ابن تيمية في [الصارم المسلول] وهي:
تحديد الزمن ، أنزل الله - عز وجل - أكثر من مائة آية في الاستضعاف،
إذا كنت في وقت الضعف أو زمان الضعف أو مكان الضعف فاستعمل آيات الاستضعاف التي في القرآن وإذا كنت في وقت القوة فاستعمل آيات السيف، آيات الاستضعاف في القرآن أكثر من مائة آية مثل ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ﴾ [الذاريات:54]، ﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ [البقرة:109].
وكل ما فيها الصبر على الكفار والصفح والصبر والإعراض عنهم .
اما آيات السيف:
-     مثل قوله تعالى: وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً [التوبة:36]،
-  ﴿فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ [سورة التوبة 9/5]
-  ومثل قول الله تعالى وأكثر آيات السيف في سورة التوبة، ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً [التوبة:36].
-  ومثل قوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123) [التوبة:123]،
فمن الأخطاء الفادحة أن تستخدم آيات السيف في وقت الضعف، أو تستخدم آيات الاستضعاف في وقت القوة، كل هذا خطأ ليس الشأن العمل بالآية، وإنما كيف العمل بها والنبي - صلى الله عليه وسلم - في أيام الاستضعاف استعمل آيات الاستضعاف ومكث يكتم غيظه ويصبر ويصبر ويربي أصحابه حتى من الله عليه بالهجرة ومن الله عليه بالدولة وبالأنصار، ثم أنزل الله عليه آيات الجهاد.
كذلك نحن هنا الآن وضع العلا ووضع الندى في موضع السيف بالعلا يضر كوضع السيف في موضع الندى، إنما العبرة متى تقاتل ليس أن تورط المسلمين وهم ضعفاء ليس عندهم من أسباب النصر شيء، وهذه القواعد سبقت في بعض الخطب وبعض المناسبات، لكن جمعها في مكان واحد جيد، الصبر أيام الاستضعاف، الآن أكبر حجة يهيجون بها الناس إخوانكم يقتلون والقنوات الفاجرة هذه تساعدهم يأتون بصور القتلى والأشلاء وغير هذا.
النبي - صلى الله عليه وسلم - إخوانه كانوا يقتلون ويعذبون ويمر عليهم وكان يقول: (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) إن كانوا هم من أهل التوحيد والصلاة والسنة الصبر، ما استطاع أن يفعل شيء، لأن هذا يزيد الأمر سوءا والإنسان مأمور بالصبر في وقته فالمراد أن من العلماء من قال من المتأخرين خاصة قال أن آيات السيف نسخت المائة آية التي في الاستضعاف نسخا تاما وهذا خطأ محض لا يمكن أن يقال هكذا أن القرآن يلغي بعض الإلغاء التام، وإنما النسخ قال تعالى: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ [البقرة/106]، النسخ إنما يعرف أهل العلم في نسخ في القرآن.
لكن كثير من النسخ يبقى مجال للعمل بالآية فالعلماء الراسخون نبه على هذا ابن جرير نبه عليه من قبل، يقولون ما نسخت آيات الاستضعاف، وإنما يعمل بها في وقت الضعف ويعمل بآيات السيف في وقت القوة، فكثير من المتأخرين دائما يقول هذا منسوخ منسوخ حتى من يقرأ في بعض كتب التفاسير يقول ماذا بقي من القرآن، وهذا والله الذي كان يخافه السلف من الدخول في التفسير، كانوا لا يحبون الدخول في التفسير، سعيد بن المسيب يقول اذهبوا إلى عكرمة الذي يزعم أنه يعرف القرآن كله، ما يحبون لأن القرآن واسع.

²  القاعدة الخامسة: قاعدة العقوبات في الشريعة نوعان:
1)    عقوبة المقدور عليه
2)    وعقوبة غير المقدور عليه.
المقدور عليه يعاقب بالحدود والتعزيرات، وهذه للإمام ما في أحد يقيم الحد بنفسه ويعزر بنفسه، فإذا كان مقدور عليه يعاقب بالحدود والتعزيرات، غير المقدور عليه يعاقب بالجهاد مع الإمام أيضا، فالعقوبات كلها من شأن الإمام كل العقوبات إنما هي من شأن الإمام فأنت إذا فهمت هذا فهمت أن الجهاد هو داخل في باب العقوبات في الإسلام هو، وأنه كله للأئمة وأن الجهاد ليس المراد منه إلا إقامة الدين، كما سيأتي..
ولذلك الطائفة الممتنعة تقاتل ولو كانت مسلمة وإن كان امتناعهم أحيانا يخرجهم من الإسلام، مثل أبو بكر - رضي الله عنه - كان المقدور عليه يقيم عليه الحد والممتنع الذي يمتنع من بعض الشريعة ويرفع السيف كان يقاتله هو لماذا؟ لأن هذه كلها عقوبات وكلها من شأن الأئمة ليست من شأنه الأفراد كل هذه عقوبات هي، فتقال لو أن أناس امتنعوا من الآذان امتنعوا من الحجاب امتنعوا من فتح المساجد امتنعوا من أي شعار من شعائر الإسلام فإنهم يقاتلون إذا امتنعوا فإذا كانوا ما امتنعوا فإنهم مقدور عليهم يعاقبون بالتعزير، هو هكذا وهكذا، فكلها داخلة في هذا الباب الكلي لأن جمع النظير إلى نظيره يحل كثير من الإشكالات.

²  القاعدة السادسة: أن القتال نوع من الجهاد:
القتال نوع واحد من أنواع الجهاد، ومن الخطأ الفاحش اليوم أن حصروا الجهاد في القتال وأصبح كأن ما في جهاد إلا القتال وهذا سبب مشاكل كبيرة، أما أن العبد يقرأ آيات الجهاد ويقرأ أحاديث الجهاد وفضل الجهاد، ثم يتحصر طول عمره مع أنه ترك أبواب من الجهاد عظيمة، لكن أقنعوه أن الجهاد هو القتال وما يرى قتال، فيفوته أمر عظيم، وأما أنه إذا رأى هذه الآيات والأحاديث يدخل في أي جهاد كان وإن كان يغضب الله ورسوله، والسبب هو القاعدة الفاسدة هذه أن الجهاد هو القتال والقتال هو الجهاد تماما كل الجهاد هو القتال، هذا ليس بصحيح، القتال نوع من أنواع الجهاد وهذا ليس برأي هذا القرآن بل إن الذي في القرآن أن الجهاد الأكبر والأعظم ليس قتال السيف.
قال تعالى ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً [سورة الفرقان 25/52] الجهاد الكبير بنص القرآن هو جهاد الحجة قمع المبتدعة بيان الدين نشر السنة الجهاد بالقرآن إزهاق الباطل سماه الله الجهاد الكبير: ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً [سورة الفرقان 25/52]
وقالت الآية الثانية: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ حق الجهاد ﴿هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ [الحج/78]، إبراهيم ما قاتل، لكن إبراهيم قمع أهل الباطل وجاهدهم في ذات الله دعا إلى التوحيد ونهى عن الشرك وتبرأ من الشرك وأهله وهاجر وأتى بالجهاد الأكبر فقال الله: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ قال مثل إبراهيم ملة إبراهيم، إبراهيم ما رفع سيف قط.
فمعنى هذا أن الجهاد أشمل وأعم مما نتوقع نحن، والفساد في هذه القاعدة يؤدي إلى فساد كبير، وقال تعالى أيضا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ، كما قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ.. [الصف/14]، هناك ردا إلى إبراهيم وإبراهيم ما قاتل وهنا أمرنا أن نكون أنصار الله، ثم قال: ﴿كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ عيسى ما قاتل والحواريين ما قاتلوا، ولا استطاعوا كانوا مستضعفين كاد عيسى أن يقتل لولا الله شبه لهم غيره ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ، ولكن شُبِّهَ لَهُمْ [سورة النساء 4/157]، فإذا كيف تنصر الله؟ قال كالحواريين الحواريين كيف نصروا الله؟ قال الله - عز وجل -: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران/52] ﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [آل عمران/53]، هذا نصوا الله بهذا، التوحيد والإخلاص والمتابعة، التوحيد والسنة: رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فالله يقول كونوا مثلهم، كونوا أنصار الله مثلهم حققوا التوحيد وحققوا السنة تكونوا أنصار الله وانشروها وقاتلوا من أجلها وجاهدوا من أجلها وأزهقوا الباطل من أجلها، يقول - صلى الله عليه وسلم - عن الحج قال: (جهاد لا قتال فيه الحج) والعمرة والآيات والأحاديث متكاثرة على أن الجهاد أعم مما يحاولون الآن حصره فيه، بل إن الجهاد بالمال قدم على الجهاد بالنفس في كل القرآن، إلا في آيتين: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم [سورة التوبة 9/111] وآية ثانية، والبقية كلها جهاد بالمال مقدم.
فيا إخوان هذا أمر عزيز ومهم ويدل ذلك أن أولي العزم الخمسة من الرسل ما قاتلوا إلا واحد، يعني معنى هذا هم ليسوا مجاهدين فاتهم شرف الجهاد؟ لا والله هو سادة المجاهدين، إذا كان المقاتل يقاتل ساعة من نهار فإن نوح جاهد ألف سنة إلا خمسين عاما هو ليلا ونهارا سرا وجهارا صابر يدعو للتوحيد ويبرأ من الشرك وأهله، هذا هو الجهاد الكبير، وإن إبراهيم هاجر وجاهد أعظم الجهاد وما قاتل، وإن موسى - عليه السلام - جاهد وهاجر وصبر وأراد القتال لما أذن له في آخر حياته وخذله قومه قالوا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) [المائدة:24]، فكتب الله عليهم التيه حتى يأتي جيل جديد ويأخذ علماء الاجتماع من هذا أن تبدل الأجيال يكون خلال أربعين سنة، الجيل هذا قد سحقهم فرعون ودمر حتى نفسياتهم ما فيهم يقولا إن فيها قوم جبارين آخر شيء قالوا الكلمة الفظيعة اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون فحكم الله وقضى عليهم بالتيه ومات هارون في التيه ومات موسى في التيه وما قاتل وجاء جيل جديد ما يعرف فرعون وما يعرف إلا الانقياد ومعهم فتى موسى يوشع بن نون فقاتلوا لما تهيئوا أربعين سنة للجهاد.
ولذلك كانوا أهل توحيد وصدق حتى أن الله حبس الشمس لهم، كما في البخاري حبس الشمس لهم حتى فتحوا بيت المقدس، فالمراد عيسى - عليه السلام - من سادات المجاهدين ما قاتل لكنه سينزل في آخر الزمان ويكسر الصليب ولا يقبل جزية ولا يقبل شيء إلا الإسلام أو السيف حتى ما يكون عليها إلا التوحيد فقط حتى الجزية ما يقبلها - عليه السلام - ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقاتل معه صفوة هذه الأمة يشبهون بأوائلها مع المهدي، ثم مع عيسى بن مريم، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - أكثر حياته ما قاتل كان يجاهد في مكة الجهاد الكبير حق الجهاد ويهاجر إلى أن جاء في المدينة، ثم جاهد آخر ثماني سنين من عمره - صلى الله عليه وسلم -، المراد أن هذه القاعدة أمرها مهم وينبغي العناية بها والكلام فيها طويل كذلك من القواعد.

²  القاعدة السابعة: أن الجهاد مبني على أمر شرعي وقدري:
والقدري ليس في طاقة العبد، الجهاد يحتاج عدد يحتاج عدة يحتاج أن تولد في وقت عزة الإسلام وهذا أمر ليس بيدك.
ولذلك هم الآن يريدون أن يلزمون الناس بالجهاد في هذه الأزمان وهذه الأزمان فيها أمر قدري ما يمكن الجهاد بهذا الشكل.
ولذلك لما كان الجهاد مبناه على أمر شرعي وقدري جعله الله من فروض الكفايات حتى يكون في وقت ما جعله الله من فروض الأعيان، فروض الأعيان هي التي ستطيع العبد فعله الصلاة الزكاة والصيام والحج، لكن الجهاد ليس من فعل الأفراد من فعل الجماعة وما يكون جهاد إلا بجماعة وعدد وعدة، كما سيأتي.
ولذلك بعض الأنبياء قدر الله عليهم أن يكونا مستضعفين يعيش ويموت مستضعف وبعض الأنبياء قدر الله عليهم أن يكونوا ممكنين وليس الممكن بأفضل من المستضعف، لأن المراد البحث عن مرضاة الله، ليس أن تقاتل أو لا تقاتل فنوح - عليه السلام - ألف سنة ولكنه مستضعف يضحكون به كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه وبعد الألف سنة ما آمن معه إلا قليل، وإبراهيم مستضعف ما على وجه الأرض إلا هو وزوجته في وقت من الأوقات، وموسى - عليه السلام - مستضعف، ثم بني إسرائيل أيضا خذلوه، وعيسى - عليه السلام - في أشد الاستضعاف حتى أريد قتله وصلبه لولا أن الله شبه لهم غيره، كيف يقاتلون ما يكلفهم الله بهذا، سليمان - عليه السلام - ممكن معه الجن والإنس والطير داود - عليه السلام - ممكن يوشع بن نون ممكن ومع ذلك الذين استضعفوا أفضل من هؤلاء الذين مكنوا، إبراهيم ونوح وموسى وعيسى أفضل من سليمان وداود ويوشع وغيرهم عليهم السلام جميعا، فإذا لأن الله لا يكلفك بأمر لا طاقة لك به وليس في يدك، الجهاد أمر قدري، الآن يقال لماذا لا تجاهد، تموت وأنت ما جاهدت؟ ما أراد الله أن يجاهد، إذا انفتح بابه واكتملت أسبابه عند ذلك يطالبنا الله، لكن أنا ولدت في هذا الزمان ما في مثل أنبياء الله ورسله، كذلك من قواعد الجهاد المهمة أنه خلف الأئمة دفعه وطلبه، الدفع والطلب، هذه من أخطر القواعد التي يتميز بها أهل السنة عن غيرهم أنه خلف الأئمة أن الجهاد من أمور الجماعة ليس من أمور الأفراد ولا من أمور المنظمات ولا من أمور الأشخاص من أمور الأئمة وهذا الذي يحل كثير من الإشكالات حتى لو تسمع ما تسمع إذا لم يكن خلف إمام فإنه لا جهاد إلا أن تجاهد نفسك.
ولذلك سئل الإمام مالك الآن يقولون أن قال فلان وقال فلان إن في جهاد الدفع لا شروط وأنك افعل ما تشاء، هذا ليس بصحيح هذا رأي إنما الجهاد بالأدلة كلها خلف الأئمة وينبني على ذلك قاعدة أخرى أن المخاطب به هم الأئمة، الآن يقول ماذا قدمت لإخوانك؟ قل أنا مع الجماعة موجود الإمام إذا قصروا هم المسئولين أنا ما أمرت بهذا أمرت أن ألزم الجماعة، فكثير من الناس الآن وقد جاءني والله في الكلية كثير من الطلاب عندهم من الإشكالات يقرءون في الإنترنت من الشبهات العظام ينقلوه نقول من العلماء وإذا حاصر العدو بلدا وكذا وكذا ويأتون بالكلام الشديد فأقول: أنت المخاطب بهذا؟ أمرك الله أن تنشق عن الجماعة وتذهب لوحدك تقاتل؟ أمرك الله أن تلزم الجماعة وإذا كان هذا الكلام يخاطب به الأئمة أولي الأمر من الأمراء والعلماء إذا قصروا هم الأثمين وإذا كانوا هم أعلم الله - عز وجل - أمر في الأمن والخوف أن ترد إلى الرسول وإلى أولي الأمر، أما أنت ما خوطبت بهذا، فإذا قاعدتان: الجهاد خلف الأئمة والمخاطب بأمر الجهاد هم الأئمة هم المخاطبين في الأمن والخوف.
قال تعالى: ﴿وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ﴾ [النور/62]، الأمر الجامع أمر الجماعة ما تذهب حتى تستأذن، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [البقرة/246]، إذا هذا مما اتفقت عليه العقلاء في جميع الأمم، النبي عندهم ما عندهم عالم، عندهم نبي، لكن الآن ليس له جماعة وليس لهم اجتماع دنيا وجيش ورمز قالوا: ﴿ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثم يا أخواني في هذه القصة أمر عجيب في أمر الجهاد ودائما إذا جاء أمر السلطان تطلع الروائح روائح القلوب تطلع إذا جاء أمر السلطان جعلها الله فتنة السلطان هذا، يخرج أهل الدنيا من أهل الآخرة.
ولذلك الآن انظر الثورات هذه غضب لأجل السلطان فقط، هؤلاء يقولون نقاتل في سبيل الله، كما يزعم اليوم أهل عصرنا، قال لهم نبيهم: ﴿هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا﴾ [البقرة/246]، وفي الآية الثانية ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا هذا يطلبونه الآن فخرجت الروائح الحقيقية ﴿قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ها الآن لسان حالهم كلهم هؤلاء كل الذين يزعمون الجهاد والثورات لسان حالهم لسان هؤلاء، أنى يكون لهؤلاء الملك علينا ونحن أحق بالملك منهم، وإذا كنتم أهل دنيا مع أهل دنيا لا تزينوا بالدين لا تقولوا في سبيل الله لأن من يخادع الله يخدعه الله، ما يتركه الله لا بد يخدعه هو المماكر خرج هذا، اختبروا باختبارين بسيط هذا الذي يقول في سبيل الله اختباران بسيط، الاختبار الأول في الإخلاص هذا وطلعوا يقولون لما هذا نحن نريد الملك، والاختبار الثاني في المتابعة، نهر، لكن لا تشرب منه، تدريب على المتابعة فشربوا منه إلا قليل منهم، هؤلاء كيف ينصرون؟ لولا أن الفئة الصغيرة القليلة امتحنوا واضطروا ولجئوا إلى الله - عز وجل - وإلا هؤلاء ليسوا أهلها فمن اضطر أنقذه الله - عز وجل - فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت.
يقول - صلى الله عليه وسلم -: وهذه الأحاديث لا يقوى عليها ولا يحبها إلا أهل السنة، أهل الأهواء والآراء أثقل شيء عليهم، يقول - صلى الله عليه وسلم - (الإمام جنة يتقى به ويقال من ورائه)، ما قال يقاتل أمامه ولا قال يفتات عليه، في البخاري: الإمام (جنة يتقى به ويقال من ورائه)، إذا ما قاتل الإمام ما كلفك الله أنت إلا أهل الرأي فقط وأهل الأهواء ينسبون عن ابن حزم وعنده تجهم وعنده أنه قال تقاتل الكفار لوحدك.
وهذه يليق بظاهريته أنه قال تخرج وتترك الناس ويذهب تنغمس في الكفار وهذا لو كان خير لفعله من هم خير منا، موسى - عليه السلام - لما خذله قومه ماذا قال؟ قال رب أني لا أملك إلا نفسي وأخي، عند ابن حزم أنه مقصر كان انغمس هو وأخوه في القوم الجبارين، عيسى - عليه السلام - في آخر الزمان إذا قتل الدجال وعظم أمره قال الله يا عيسى إني سلطت عباد لا يدا لأحد بقاتلهم يأجوج ومأجوج فحرز عبادي بالطور، فيحرز أهل التوحيد بالطور وما يقاتل يأجوج ومأجوج، لأن لا يد لأحد بقتلهم أو بقتالهم، عند هؤلاء أنهم مقصرين لازم ينغمس هو، فالمراد أن هذه من قواعد الأئمة، كذلك القاعدة الثالثة المتعلقة بالأئمة وتذكر في كتب العقائد أنا لا نشترط في القتال مع الأئمة أن يكونوا أبرارا، وإنما نقاتل خلف كل بر وفاجر من أئمة المسلمين، وكل كتب العقائد تنص على هذا، خلف كل بر وفاجر من أئمة المسلمين فجوره على نفسه، وإقامة الدين لنا وللمسلمين عامة، نصلي خلفهم الجمع والجماعات والأعياد ونغزوا معهم ونحج معهم ونعطيهم الزكاة ولو كانوا فجارا، وبعد معاوية - رضي الله عنه - ما يخلوا حكام المسلمين من تقصير وفسق ومع ذلك قاتل معهم الصحابة وقاتل معهم خيار هذه الأمة باستثناء الخوارج فإنهم لا يصلون الجمعة خلف الفاسق ولا يغزون معه.
ولذلك اشتد السلف على الحسن بن صالح لأن هذا مذهبه ما يصلي الجمعة مع الناس يقول إمام فاسد فاشتد السلف عليه اشتداد كبيرا مع أنه من أهل الحديث وأهل العبادة وأهل النسك وأهل وأهل وأهل، لكن اشتدوا عليه وقالوا نعوذ بالله من خشوع النفاق وقالوا فيه ما قالوا لأجل هذا المذهب الخبيث وكان يرى السيف على أمة محمد .
²  كذلك من القواعد: نحن لا نقاتل تحت راية عمية:
مثل الآن الراية هي الراية المرفوعة الهدف الإمام مثل الآن في العراق يقاتلون من؟ تقاتل من ولأجل من تقاتل ماذا؟ تقاتل مع من؟ ما تدري، راية عمية ما تدري أن تقتل مسلم تقتل كافر تقتل وثني تقتل كتابي ما تدري ستكون كلمة الله هي العليا أو لا، عمية مختلطة الأمور، هكذا فقط:كأنها عصابات يعني أريد الشهادة، أهل البلد أنفسهم الموحدون منهم إذا كانوا يقوون يدافعون أو يهاجرون، ويجب على أهل الإسلام قاطبة وأئمتهم أنهم يردون الصائل، أما أن تقول هكذا منظمات وتدخل مع كل منظمة ولا تدري حصل من الشر ما الله به عليم، وهذا أمر واضح وبين، كذلك من القواعد أن الهجرة تسبق الجهاد، والهجرة مقدمات الجهاد وسبحان الله العظيم الهجرة من أعظم فوائد الهجرة الفرار بدينك والسلامة من الفتنة، لكن من فوائدها الكبار انحياز أهل التوحيد كلهم سواء واجتماعهم في مكان واحد، فالهجرة هي أعظم ما يمهد للجهاد في سبيل الله.
ولذلك انظر في سير الأنبياء، في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، في سير الصالحين تجدهم دائما هكذا، حتى فيمن بعدهم لما جاء التتار كان الأخيار يهاجرون إلى دمشق ومنهم آل تيمية وآل فلان وفلان فانحازوا في دمشق هاجروا تركوا أوطانهم، ثم ردوا الصائل لا بد تهاجر أولا الهجرة اختبارها أعظم من اختبار الجهاد لأن الهجرة هي أعظم قرار يتخذه الإنسان في حياته، أن ينتقل من وطنه وأرضه وسمائه وعشيرته هذا أشد من الجهاد، الجهاد ساعة من نهار، لكن هذا قرار حياة.
ولذلك من صبر عليه فهو على ما بعده أصبر إذا نوى الله والدار الآخرة هم.
ولذلك في النسائي أن الشيطان إذا أراد العبد أن يوحد قال تدع دين آباءك تدع كذا تدع كذا يذكره، فإذا يقعد الشيطان لابن آدم ثلاث مقاعد، الأولى إذا أراد التوحيد سواء كان وثني أصلي أو وثني يتسمى بالإسلام، أراد التوحيد يأتيه الشيطان يقول دين آبائك مشايخك هذه وهابية هذه كذا فإن أنجاه الله من الأول أراد أن يهاجر، انظر للترتيب في الحديث، التوحيد، ثم الهجرة، ثم الجهاد أراد أن يهاجر لأن لما وحد عرف يأتيه الشيطان يقول أرضك وسماؤك، وإنما تكون في أرض غريب وتكون كذا وكذا، فإن أنجاه الله، ثم أراد أن يجاهد، قال تقتل روحك ييتم ولدك وتتزوج نساءك ويفعل بك، فإن أنجاه الله منه وجبت له الجنة، ثلاثة مقاعد عظيمة، فالآن أقل شيء الآن تجد من يزعم الجهاد لا يقوى علي الهجرة والهجرة هي ترك الوطن لله، والفرار بالدين وإظهار الدين.

²  كذلك من القواعد المهمة عندنا نحن هنا: أن الفتنة أشد من القتل:
ما معنى هذه القاعدة؟ أنا لا نتشوف للقتل عكس ما يشيعون الآن، الآن كأنهم مرضى بأمراض نفسية يقولون شجرة الإسلام لا تسقى إلا بالدماء، شجرة الإسلام تسقى بالتوحيد بالسنة، الدماء هذه آخر الدواء الكي كأن عندهم أمراض هم فالله - عز وجل - يقول الفتنة أشد من القتل، يقول بعض العلماء أي أن القتل شديد القتل نفسه شديد نحن لا نريده، لكن إذا خيرنا بين بقاء الشرك أو القتل فالفتنة أشد من القتل، أما إذا لم نصل إلى هذه النقطة فإنا نتوقى القتل.
ولذلك يقول كان أسلافكم - رحمه الله - لما كان جهادهم خالصا لله على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - سليمة من الرأي والهوى كان يحقق أعظم النتائج بأقل الدماء عكس ما الآن يقول بأقل الدماء، النبي - صلى الله عليه وسلم - كم قتل من الكفار في بدر؟ سبعين في أُحد كم؟ في الخندق كم؟ في الأحزاب كم؟ في حنين؟ يقول ابن تيمية لو تحسبهم كلهم ما يأتون مائتين الذي قتلهم من الكفار، وأضف عليهم قتلى اليهود الذي قتلهم صبرا ومع ذلك فتحت الجزيرة كلها بالتوحيد في وقته، وكذلك في عهد عمر وأبو بكر ما كان فيه مجازر هائلة لا، لأنهم كانوا يريدون إقامة الدين ولا يقتلون إلا من يقف في وجههم وانشر الإسلام بل كانت القرى والمدن يتمنون وصول المسلمين لأن قتالهم قتال رحمة، اليوم أعوذ بالله، قتالهم لا بد من التفجير والتخريب والإفساد حتى الناس قالوا أعوذ بالله من هؤلاء، فإذا الفتنة أشد من القتل، والشجاعة هي ليست كثرة القتل، الشجاعة هي الذي يملك نفسه عند الغضب ويرد نفسه للنصوص وينقاد لها، كذلك من قواعد الجهاد متى نقاتل؟ ذكر الله - عز وجل - الشروط في القرآن حتى تنصروا الشروط في القرآن من أهمها أن يتربى الناس على الإخلاص والمتابعة لن ينصروا إلا بهذا التوحيد والسنة، وإلا فلن ينصروا، قال تعالى في آخر سورة البقرة وهي، كما في بعض الأحاديث من كنز تحت العرش، لما قال الله: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ هذا هو التوحيد والإخلاص ﴿وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا هذه المتابعة غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) في آخر الآية لما قالوا... ﴿أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة/286]، قال الله (نعم،) كما في صحيح مسلم (قد فعلت، قالها لمن نعم قد فعلت) ؟ أنصركم على القوم الكافرين؟ لمن آمنوا ووحدوا وقالوا سمعنا واطعنا، وكما تقدم في آية الحواريين ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فنصرهم الله، وهكذا في كل الآيات ما ينصر إلا هذا، فإذا لا بد من تربية الناس على الإخلاص والمتابعة، لا بد من التوحيد والسنة وأيضا لا بد من عدد، كما تقدم في عيسى بن مريم لما كان يأجوج ومأجوج أكثر منه قال الله لا تقاتلهم وإنا حرز عبادي بالطور، وقال الله - عز وجل ﴿-: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال/66]، أباح الله الفرار إذا كان الكفار ضعفي المسلمين فكيف بابتداء القتال أباح الله الفرار من الصف فكيف بابتداء القتال.
ولذلك من الخطاء أيضا عدم التفريق في قتال النبي - صلى الله عليه وسلم - بين قتال الذي كان يدافع وبين قتاله الذي كان يطلب والحد بينها غزوة الخندق يعني في غزوة الخندق قال الآن نغزوهم ولا يغزونا، ما قبل الخندق كان يضطر للفرار أو القتال في بدر اضطر اضطرار للقتال كان هو لما فاتت العير أراد الرجوع، لكن قريش أرادت القتال وفي أُحد وصلوه في المدينة وفي الخندق وصلوه في المدينة، فإذا في قتال الدفع كان - صلى الله عليه وسلم - يقاتل قتال المضطر لا عدد ولا عدة، لكن هكذا كان، اليوم يأخذونه وينقلونهم في قتالهم الذي يفعلونه ابتداء، لكن انظروا إليه بعد الخندق في فتح مكة كان عدد المسلمين اثنا عشر ألف أو عشرة آلاف ومعهم في الطائف ألفين عشرة آلاف والكفار كانوا ألفين كان معه الكتيبة الخضراء لماذا سميت الخضراء؟ لأن ما يرى إلا أعينهم من الدروع والسلاح وهي الكتيبة التي كان فيها كان معهم منجانيق ما يعرفونه الكفار، ففي قتال الطلب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مستعد بالعدد والعدة الآن يتركون هذا ويقولون أنظر إليه في بدر انظر إليه في أحد، في أُحد وبدر اضطروا اضطرارا هو وقال بعدها الآن نغزوهم ولا يغزونا، فإذا العدد والعدة، العدة قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ.......[الأنفال/60]، لا بد أن يكون يرهب.

²  كذلك من القواعد الجهاد المهمة: أن الغاية عندنا لا تبرر الوسيلة:
الآن أعوذ بالله ما عاد تفرق بين قتال الذين يزعمون أنهم جهاد وبين العصابات في العلم كله ما عادت تفرق بين قتال الشيوعي وقتال البوذي وقتال أمريكا الجنوبية كله سواء، كلهم يفجرون كلهم يقتلون الصبية والنساء كلهم يغدرون كلهم ينكثون العهود كلهم يستخدمون السلاح لمن قاتل ومن لم يقاتل كلهم ينتحرون ما تفرق، فإذا كيف يكون جهادك جهاد دعوة؟ كان والله جهاد المسلمين جهاد رحمة ما كان جهاد تشفي، كان قتال رحمة هو، الآن حتى من هو بعيد عن الأحداث يقول هم سواء، فالغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، والله - عز وجل - لم يجعل شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها، الانتحار يزيد الأمة ضعفا والذين قالوا الانتحار يجوز في الجهاد هؤلاء إنما هم أهل الرأي قالوا أحسن، والله - عز وجل - يقول ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [سورة النساء 4/29] ما أتوا بشيء يخرج الجهاد من ذلك والأحاديث في قتل النفس ما جاءوا بشيء يخرجها وما جاءوا بآثار، لكن يقولون أحسن بآرائهم والرأي، كما قال الشعبي بول عليه كل عند رأيه هو، لكن يأتون بآثار، يغدرون، هرقل قال الرسل تغدر؟ قال الرسل لا تغدر قال هل نبيكم يغدر؟ قالوا لا، قال الرسل ما تغدر، الإمام أحمد سئل عن قوم نكثوا عهودهم وقتلوا وعندنا رهائن منهم هل نقتل الرهائن؟ قال أحمد لا، إن عصوا الله هم ونكثوا عهودكم لا تفعلوا ذلك فإن أحرى أن تنصروا عليهم، ممكن تأتي إلى مستأمن ومعاهد ورجل آمن وتقتله؟ الآن المذهب المنتشر الآن في القتال في العصر هو مذهب الميكافيللي، افعل ما تشاء وأنا قصدي أن أثخن في الأعداء أقتل نفسي، قصدي أن أثخن في الأعداء أفجر أقتل النساء والصبيان أفعل وأكثر ممن تكلم في أمور الجهاد هم أبعد الناس عن الجهاد الحقيقي.

² كذلك من قواعد الجهاد المهمة: قول الله - عز وجل -: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾ [البقرة/190]:
 يقول العلماء هذه آية محكمة ليست منسوخة، بعض الناس يقول أن الجهاد أنه جاء على مراحل وهذه إحدى المراحل، لا ما هو صحيح هذه الآية محكمة: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ [ البقرة/190]، ولا يعني هذا أن الإسلام ما فيه جهاد طلب، لأن بعض الناس يعكسها الآن يقول إذا أحد قاتلنا جاءنا في بلادنا قاتلناه وإلا ما نقاتل، لا، من قال هذا الفهم الصحيح بل ابدأ بالدعوة فإذا فتحت البلدان بدون سيف الحمد لله وإذا وقف في طريقك أحد ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا أعد الله قتال من لم يقاتل من الاعتداء، فإذا معنى ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾ ليس أن ما في إلا الدفع لا، لكن.
ولذلك هل تقتل النساء؟ هل تقتل الصبيان؟ هل يقتل الشيوخ؟ هل يقتل أهل الصوامع؟ كل هؤلاء لا يقتلون، الشيخ سليمان بن حمدان - رحمه الله - له رسالة في تفسير هذه الآية ورد على بعض على بعض من فهمها خطأ رسالة في أن الجهاد ليس للدفاع فقط وأن للطلب وأن لا تقاتل إلا من قاتلك، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى امرأة مقتولة قال - صلى الله عليه وسلم - (من قتل هذه؟ قالوا خالد، قال: ما كان هذه لتقاتل)، انظر العلة قال هذه ما كانت لتقاتل ونهى عن قتل النساء والصبيان: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [البقرة/190.

² - كذلك من القواعد الجهاد﴿: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ﴾  [التوبة/123]:
وإذا وصلت إلى هذه القاعدة يتضح لك أهل الرأي من أهل الجهاد الحقيقي، يقول الله - عز وجل -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [التوبة/123]، لو كان هناك جهاد مع الأئمة واكتملت شروطه فإن ما نذهب للبعيد ونترك القريب، ما نذهب للكتابي ونترك الوثني العربي، ما نذهب إلى بلاد بعيدة وعندنا بلاد الشرك ظاهر ومحمي والناس يذهبون ويأتون للطواغيت والأوثان ويحكمون بغير الشريعة وغير ذلك.
إذا كان في جهاد مع الأئمة بشروطه تبدأ بالأول فالأول، النبي - صلى الله عليه وسلم - ما ذهب يمين ولا يسار حتى فرغ من جزيرة العرب، أول شيء مكة والمدينة والحجاز ونجد واليمن إلى أن آخر حياته ذهب إلى تبوك، ثم واصل بعد ذلك الصديق الردة وفي حروبه للروم، ثم عمر - رضي الله عنه - الأول فالأول.
ولذلك الآن لو تقول اليوم لأهل الجهاد لو أن في جهاد فلننظر في أهل الأوثان الذي محيطة بالجزيرة والنجف وكربلاء ويمين ويسار وقريب وبعيد هؤلاء يقاتلون ويدعون فإن أصروا قاتلوا قوتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، يقول نقتل إخواننا؟ لأن إخوانهم هم أهل الشرك، إخوان على هذا هم أهل الشرك هذا أيضا من القواعد.

²  من القواعد أيضا المهمة: أنا لا نستعجل الجهاد قبل أوانه حتى لا نعاقب بحرمانه:
لا نستعجله قبل أوانه وتعرفون في القرآن قصص كثيرة عن أناس استعجلوا، ثم ما وفقوا، بني إسرائيل كانوا يقولون لموسى - عليه السلام - أوذينا من قبل أن تأينا ومن بعد ما جئتنا، فلما كتب عليهم القتال تولوا،وقالوا اذهب أنت وربك فقاتلا، الملأ من بني إسرائيل كانوا يستعجلون فلما كتب عليهم القتال تولوا حتى أبدل الله غيرهم في هذه الأمة، ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ [سورة النساء 4/77]، كما نقول نحن الآن لا أسباب قدرية ولا أسباب شرعية الناس لا حققت التوحيد على وجه العموم ولا حققوا السنة ولا الإخلاص والمتابعة ولا عدد ولا عدة، فنقول كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وجاهدوا بأنواع الجهاد الأخر ويتشوفون.
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء/77]،
في الآية الثانية: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ﴾ [النور/53]
في الآية الثانية: ﴿: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ (11) [الحشر/11].
صاحب الدعوة العريضة هذه يكذب، وإنما أحرى الناس بالجهاد الصابر الذي إذا كان الواجب عليه الهجرة هاجر الواجب عليه الصلاة صلى الواجب عليه علم تعلم، ثم إذا فتح له باب الجهاد هو أحرى الناس، وهذا أيها الأخوة من أهم أسباب الكف وقت الاستضعاف، لأن هذا يعطي فرصة للتربية، كما أعطى الله بني إسرائيل أربعين سنة، أربعين سنة في عمر الأمم ليست بشيء، أربعين سنة حتى ينشأ جيل يتربى على الجهاد صح، الجهاد الآن لماذا خفيف عليهم؟ لأن كله ليس على السنة، يخف عليهم؛ لأنه حزام عند الصرة وينغمس في أناس غافلين ويضغط الزر هذا هو الجهاد، ليس أن تكون كلمة الله هي العليا ليس قتال رحمة ليس دعوة ليس استعمال النصوص ليس الصبر خلف الأئمة، لا، هذا الجهاد لذلك خف عليهم، أما الجهاد الحقيقي يحتاج وقت، كذلك من أسباب الكف أيام الاستضعاف تخليص النية لأن إذا كان قتال وأنت مستضعف أوله لله وآخره انتقام، أما إذا قاتلت وأنت قوي ما تنظر للانتقام والتشفي لأن كنت أنت قوي.
ولذلك قيل لهم كفوا أيديكم، ﴿كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ [سورة النساء 4/77].

²  كذلك أيها الأخوة من الأشياء التي تهمنا الآن هي الاشتغال بأنواع الجهاد الأخرى:
 أليس طلب العلم هو الجهاد الكبير؟ لماذا تضيع أوقاتنا ونحن ننتظر جهادا دون الجهاد الكبير؟ الآن إذا كنت أنت الآن في زمن ونحن نقول أن الآن نحن في زمن ليس فيه قتال، لكن ربما يتيسر القتال في وقت قريب الله أعلم ربما يتيسر أسبابه في وقت قريب، لنظائر ذلك، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع المهدي يصلحه الله في ليلة، قد ييسر الله أشياء ما تدري عنها لكنك أنت الآن ما كلفت بانتظار المستقبل ولا التحسب على الماضي ولا تمني أن تكون ولدت في وقت عمر أو في وقت فلان وفلان لا تتمنى غير ما قدر الله لك، ربما رجل تمنى ولو كان هناك نافق، كما قال المقداد، أناس يقولون لو نحن عاصرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فعلنا وفعلنا وهم لو عاصروه يمكن نافقوا لا تتمنى غير ما قدر الله لك.
لكن أمامك أبواب الخير مفتوحة أبواب الجهاد، يقول أبو عبيدة القاسم بن سلام تعلم السنة اليوم ونشرها في الناس وقمع المبتدعة والقابض عليها كالقابض على الجمر أفضل من الضرب بالسيف في سبيل الله ولا مقارنة أهل العلم وأهل السنة في مراتب الصديقين والآخرين إن قبل الله منهم في مراتب الشهداء وليس هذا تزهيد في الجهاد، لكن تحبيب في الجهاد الكبير، فضل أحمد بن حنبل - رحمه الله - على المسلمين وأثره أعظم من ألف مقاتل بل أعظم من مليون مقاتل، لا زال الناس يستنيرون بكلامه ويهتدون بالآثار التي جمعها والسنة التي جمعها من يعدل مثل أحمد؟ مثل سفيان مثل ابن المبارك؟ مثل مالك مثل الشافعي مثل أئمة الإسلام هؤلاء؟
اطلبوا العلم، لا يعدله اليوم ضرب بالسيف ولا غيره، فإن أراد الله في حياتك أن تدرك جهادا شرعيا واضحا اكتملت أسبابه وانتفت موانعه خلف الأئمة حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله إن شاء الله تكون أنت أحرى الناس بالجهاد وأحرى الناس أن يوفقوا، ترى الجهاد هذا توفيق، عزائم وضعها الله في القلوب، وأما إذا قلت لا، أنتظر أو أفعل شيء بخلاف السنة ربما تحرم منه.
ولذلك الصحابة - رضي الله عنهم - صبروا وصابروا منهم من مات مهاجر ومنهم من مات في الاستضعاف ومنهم من جاهد، وأدرك زمان الجهاد، فالكلام في الجهاد أمره محزن الآن، اليوم من يتكلم في الجهاد هو أبعد والناس عن الجهاد، أما صحفي، وأما حزبي يقاتل لحزبه، وأما واحد يدعي الجهاد وهو لسان حاله يقول أنى يكون لهم الملك علينا ونحن أحق بالملك منهم ونحو ذلك، والعلماء اليوم يتكلمون بالجهاد وأحكامه.
لكن الناس هؤلاء الأصناف وأمثالهم يزهدون في العلم والعلماء، فيا إخواني، كما أن قواعد أصحاب الحديث في الأموال هي خير القواعد وأحكمها وأحسنها كذلك قواعدهم في الجهاد في العبادات في الأنكحة قواعد أصحاب الحديث هي القواعد التي تخرج من القرآن والسنة بدون تكلف وبدون تحكيم العواطف والآراء، الرأي هو فساد الدين كله والرأي يشمل العاطفة الهائجة، يشمل العقل بدون وحي ويشمل الهوى، يشمل العصبية كله رأي، تكلم رأيه هو، يشمل الظلمة ما شم الأثر وأهل الأثر فاحذروا أهل الرأي على دينكم.
يقول سهل بن حنيف (اتهموا الرأي على دينكم، والله لقد رأيتنا يوم أبي جندل يوم الحديبية لو استطعنا أن نرد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفعلنا وهلكنا).
فاتهموا الرأي على الدين، عد العاطفة من الرأي، وعمر عد العاطفة من الرأي يعني عمر لماذا كان يقول لماذا نقبل الدنية في ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل؟ إنما قاله حرص وعاطفة للتوحيد وأهله، لكن أبو بكر كان والله أفقه منه ضربه في صدره وقال يا عمر الكلام الذي تقوله عاطفة، لكن الرجل يوحى إليه، في فرق بين رأي وبين وحي إلزم غرزه لا تهلك، لا تهلك، يقول عمر فأحدثت لذلك أعمال من صدقة وصلاة عسى الله أن يعفو عني، فلا تخدعوا في دينكم، كما أن اليوم من تكلم في أحكام الأموال هم أبعد الناس عن معرفة الأموال، ومن تكلم اليوم في الأموال وفي البنوك، أما محتال وإلا مبيح للحيلة وإلا رجل ما عرف الآثار.
والله لو تسأل عن عمدة الأحكام ليس عن الكتب الستة والمسند والموطأ عمدة الأحكام أربعة مائة حديث ما يحسنها، ويتكلم في أمور كبار يفتح للناس أبواب الربا والقمار ومن يتكلم في الجهاد، كما ترون، لأنكم في آخر الزمان لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تسبق الدجال سنين خداعات الكاذب فيها يصدق حتى لو كان كاذب يصدق والصادق فيها يكذب، والأمين على الوحي على الحق يخون خائن يخون إخوانه يفعل مع السلطان والخائن يؤتمن على الفتوى يؤتمن على القضاء يؤتمن على الكلام في الدين وينطق فيها الرويبضة الرجل التافه الفاسق ما يعرف أثر ما يعرف حديث ما عرف له قدم صدق في الإسلام يتكلم في أمر العامة، هذه السنين للدجال ما يلحقها إلا الدجال فنسأل الله أن يبصرنا بالدين وأن يرزقنا الجهاد الكبير الجهاد بالقرآن والجهاد بالسنة وتعلم الأثر، يقول الآن لأن فترة ثورات وغيرها فيمن يقول أن الخروج لا يسمى خروجا إلا بالسيف ويستدل بكلام النووي ويكفيه أنه يستدل بكلام النووي صاحب رأي، إذا جاءنا بقرآن أو سنة أو أثر ننظر في كلامه، ما يكون خروج بالسيف إلا يسبقه خروج باللسان فإن النار بالعذيل تذكى وإن الحرب مبدؤها كلام.


0 التعليقات:

لعبة من سيربح المليون لعبة زوما